فارسة القول والفعل في الثبات
الأمان الفكري والثقافي

لمّا أسلمت غُزيّة العامرية – أم شُريك رضي الله عنها – فرّقوا بينها وبين زوجها. وقادها قومُها معهم بعيداً عن زوجها، تقول حملوني على شرّ ركابهم، ومنعوا عني الطعام والشراب ثلاثة أيام، حتى تقطّعت كبدي، بل حتى ذهب بصري من شدة الجوع والعطش. تقول وربطوني تحت الشمس، والله أعلم بحالي. يقولون لها ارجعي عن دينكِ نطعمكِ ونسقيكِ، قالت أبداً، ما أرجع عن ديني طرفة عين مهما كانت العروض، مع أنها في موقف يسمح لها ان تقدّم تنازلاً ولا تثريب عليها ولا لوم، لكنها عزة المؤمنين والمؤمنات والصادقين والصادقات.

أعمى يضيء طريق أمّة
الأمان الفكري والثقافي

عندما كان النبي | يدعو زعماء قريش ويعرض عليهم الإسلام، ليكفّوا بأسهم عن أصحابه رضي الله عنهم، وذلك في اليوم الذي خصصه لذلك، أتى عبد الله بن أم مكتوم يستقرئ النبي | آية في كتاب الله، وقال للنبي: علمني مما علمك الله، وقد كان لا يعلم بأمر ذلك اليوم المخصص فقط لدعوة زعماء قريش، فأعرض الرسول عنه، وتولى نحو أولئك الزعماء من قريش، و أقبل عليهم. الله عليه بعض بصره، وأحس كأن شيئاً يخفق برأسه، ثم أنزل الله عليه سورة من أجل هذا الصحابي الجليل، تثني على حرصه على العلم، وتوضح مكانته، وأنه عند الله أهم من زعماء قريش، وتعاتب النبي | الذي هو أحب خلق الله إليه، بآيات تتلى ليوم القيامة >عبس وتولى أن جاءه الأعمب..<.

نُسيبة بنت كعب.. امرأة بألف
الأمان الفكري والثقافي

كانت نسيبة بنت كعب من السابقين الأوائل الى الاسلام، فقد أسلمت على يد مصعب بن عمير، ونذرت نفسها وزوجها وولديها لرفع راية الاسلام وإعلاء كلمة الله، وجادوا بالكثير من دمائهم في سبيل هذا الهدف. لم يكن خروج أم عمارة الى ساحات القتال ضد المشركين من أجل سقي العطاش وتضميد الجراح، بل من أجل إرواء سيفها من دمائهم، والذود عن رسول الله ضد الأخطار، والعودة بأكاليل الغار، بعد تحقيق الانتصار، فبوركت من شُجاعة وقّفت نفسها لتحمي الذمار. شهدت أم عمارة وأسماء بنت عمرو بن عدي بيعة العقبة الأولى، وكانتا المرأتين الوحيدتين من بين ثلاثة وسبعين رجلاً. بدأت مسيرتها مع الجهاد يوم أحد، وكانت حاجزة ثوبها على وسطها، حتى جُرحت ثلاثة عشر جرحاً، بل لما نادى منادي رسول الله الى حمراء الأسد شدّت عليها ثوبها كي تخرج مع الجيش، لكنها ما استطاعت من شدة نزف الدم منها.

ماذا تعرف عن الخنساء؟
الأمان الفكري والثقافي

كثيراً ما كنت أتساءل عندما أسمع عن خنساء فلسطين الشهيرة بـ«أم أحمد»، من هي الخنساء ولمن يعود هذا اللقب، وما قصته. واليوم وقد كثرت خنساوات عصرنا من الخنساء السورية الى الخنساء المصرية الى الخنساء الأفغانية الى الخنساء العراقية الى الى.. دائماً يسألني طلابي في المدرسة من هي الخنساء وما قصتها، وأعتقد أن الكثير لا يعرفون عن الخنساء الا اسمها. هي تماضر بنت عمرو، وقد لُقبت بالخنساء، وهي صفة تعني انخفاض قصبة الأنف، وكان رسول الله | يدعوها خُناس. زوجها رواحة السلمي، ولدت له أربعة أشبال كانوا خيار قومهم في الجاهلية، ولما اعتنقوا الاسلام أصبحوا مفخرة العرب والمسلمين. كانت الخنساء تملك من المروءة والشهامة والبطولة والشجاعة والفصاحة والوفاء والاخلاص، والجمال الساحر، والذكاء النادر، ما جعلها محط أنظار كبراء قومها. ولما سئل جرير الشاعر من أشعر الناس؟ قال: أنا، لولا الخنساء. قيل له بم فضّلتها؟ قال بقولها:

المثل الرفيع للمرأة المسلمة
الأمان الفكري والثقافي

نقف أمام سيدة تُعد أبرز إمرأة في تاريخنا الفكري والسياسي، بل هي علَم من كبار أعلامه وعظمائه، تركت آثاراً كبيرة لا تزال ماثلة في حياة أمتنا حتى الآن. أقول السياسي لأنه الجانب الذي تحاماه أكثر كتّاب التراجم الذين كتبوا عن السيدة عائشة (أم المؤمنين) رضي الله عنها، والذين تعرّضوا له اكتفوا بالتلميح والإشارة دون التصريح بالعبارة. كانت رضي الله عنها ذات جرأة نادرة، رابطة الجأش، ثابتة القلب والنفس، لم تزعزعها شدة المصيبة، ولم تهزّ كيانها الفتن والمشاكل. ومن مظاهر جرأتها استئذانها النبي | أن تشارك في الجهاد، فقال لها: جهادكن

من كـ«هارون الرشيد»؟!
الأمان الدعوي

فمن يطلب لقاءك أو يـرِدّه فبالحرمين أو أقصى الثغور ففي أرض العدوّ على طمِرِّ وفي أرض الترفّه فوق كور وما حاز الثغورَ سواك خَلْقٌ من المستخلفين على الأمور

كن كـ«عمر بن عبد العزيز»
كلمة طيبة

نقف مع علَم من أعلام هذه الأمة ينبغي أن نجعله قدوة من القدوات يوم كادت تغيب القدوات، حتى يكون حديث شيوخها في المنتديات وقصصاً لأطفالها الذين شغلوا بالقصص الهابطة والرسوم المتحركة،